إنّهم شهود الكنيسة الأوائل الّذين نقلوا بشارة الإنجيل وأصّلوها في ثقافة بلدانهم ومجتمعاتهم اليونانيّة والرومانيّة والبربريّة، موفّقين بين الانفتاح الثقافيّ والإخلاص لإيمانهم. كان هؤلاء الآباء أوّل من تفاعل مع الكتاب المقدّس وغذّوا به ليترجياتهم وكنائسهم المحليّة. يقودنا هذا المرجع المبسّط إلى معرفة أصول علم اللاهوت الأولى وينابيع فكره، فلطالما كانت الكنيسة مُعاصرةً لزمانها، فلنا أن نتعرّف على واقع الكنيسة الأوّل من خلال دراسة لاهوتها وفكرها وعقيدتها في كلّ حقبة من حقباتها. يقدّم إلينا هذا الكتاب بانوراما للقرنين الأوّلين من تاريخ الكنيسة مع مقدّمات تاريخيّة ودينيّة وثقافيّة وجغرافيّة، مع بعض النصوص المُختارة الّتي من شأنها أن تُغني ثقافتنا الكنسيّة.
تعليقات 0 تعليق