ربّ قائل: "قُل لي أيّ روحانيّة تعيش أقول لكَ من أنت". إنّ المسيحيّة في إيمانها واحدة، ومجتمعة على قانون الإيمان النيقاويّ، لكن من الواضح أنّه يصعب على المرء أن يجد مسيحيَّين يتوافقان كلّ التوافق في علاقتِهما بالله. لم يؤسّس السيّد المسيح ديانة شرائع جامدة، بل دعا إلى علاقة بالآب القدّوس. لهذا، نجد أنّ المسيحيّة عرفت الكثير من الرّوحانيّات، ونظّمت وفقها الكثير من أشكال الحياة الجماعيّة أو الفرديّة، كما تعرف مجتمعاتنا اليوم الكثير من الحركات الرهبانيّة والعلمانيّة الّتي تعيش وفق روحانيّة معيّنة. لكن، ما أصل هذه الروحانيّات؟ وكيف لنا أن نتحقّق في توافقها مع الإيمان المسيحيّ؟ كيف نوفّق بين تقليد الكنيسة العامّ والروحانيّة الخاصّة؟ ما هي سِمات الحياة الروحانيّة السليمة؟ مَن هم أهمّ مشاعل الروحانيّة في قلب الكنيسة؟ أين ظهر الترهّب؟ وكيف انطلقت الحركات الرسوليّة الرهبانيّة؟ يقدّم إلينا الكاتب مرجعًا هامًّا حول تاريخ الروحانيّة في الكنيسة الكاثوليكيّة وما واجهها من صعوبات وتحدّيات في مسيرتها إلى يومنا الحاليّ. إنّ نظرةً عامّة إلى تاريخ هذه الروحانيّات من شأنها أن تدلّنا على صواب علاقتنا بالله، وإيجاد الطريق المناسب لنا في حياتنا المسيحيّة العمليّة.
تعليقات 0 تعليق