يسعى المؤلّف إلى أنّ يضع مريم العذراء في سياق القرن الحادي والعشرين. يجسّدها سيّدةً عصريّة تجوب الشوارع متأمّلة وتزور البيوت متودّدة، وتلتقي بعديد من الشخصيّات غالبُهم نماذج لسيّدات كادحات من مجتمعنا المعاصر كالسجينة، والممرّضة، والعاملة، والمُكرَّسة، واللاجئة، والفتاة الثائرة، والطالبة المغتربة... وغيرهنّ من صور نساء نلتقيهنّ في أيّامنا العاديّة، أو نسمع روايات معاناتهنّ في التلفاز ونقرأ حكاياتهنّ على سطور الصحف. إنّ كلّ هذه القصص من وحي تأمّلات الكاتب ووجدانه حتّى وإن كانت شخصيّاتها تطابق الواقع. وكلّ هذه القصص أو التأملات تحتوي على لقاء وحوار ومشاعر ثمّ مناجاة، وهي أمور نعيشها يوميًّا. يودّ المؤلّف لهذا الكتاب أن يكون محاولة لجعل الواقع وأحداثه اليوميّة مادّة غنيّة للصلاة. هي محاولة للصلاة بطريقة مُبدعة وخلّاقة مع مريم، وفي الوقت ذاته دعوة للمؤمن (ة) لأن ينتبه إلى احداث حياته؛ كيف يمكن أن يكون الله حاضرًا فيها. لا تقرأ هذا الكتاب دفعةً واحدة، بل اقرأْه على دفعات كمن يرتشف الماء البارد بعد عطش، فالتسرّع لن يسمح لك بتذوّق عذوبة اللقاء وفيض المشاعر وحرارة المناجاة. وفي ختام قراءتك ابحَثْ عن قصّتك الشخصيّة مع مريم. حاول أن تنظر إلى لقاءاتك اليوميّة بطريقة جديدة. ودَعْ هذا الكتاب يكون نقطة انطلاقة لخبرة روحيّة جديدة مع مريم ويسوع.
تعليقات 0 تعليق