الحبّ هو أروع وأنبل شعور يمكن أن يسكن قلبنا، وأجمل كلمة ترنّ بعمق في
وجدان كلّ إنسان، وهذا منذ بدء وعينا في الطفولة إلى آخر عمرنا. ولكن يا تُرى عندما
نتحدّث عن الحبّ، ماذا نعني حقًّا؟ بلا شكّ، تتنوّع الإجابات غير أنّ الكثيرين سيجمعون على
أنّ الحبّ هو في العمق ذاك الشعور بالأمان والتقدير بالقرب ممَّن نحبّ، وهذا هو ما نبحث
عنه حقًّا وما نفرح بلقياه في حياتنا. والناس في المعتاد لا يتحدّثون مباشرةً عن حاجتهم
إلى الحبّ، ربّما عن تحفّظ وخجل، غير أنّهم في الغالب يعلنون عن رغبتهم الواعية في الأمان
والتقدير، وفي نظرهم هما يمثّلان معنى الحبّ الحقيقيّ. فالحبّ يظهر في الأفعال أكثر منه
في الأقوال. ومنح الأمان والتقدير لمَن نحبّ هو العلامة الأكيدة عن الحبّ، والاثنان يمثّلان
وجهَي العملة نفسها.
يعتمد بحثنا في هذا الكتاب على استماعنا للناس ومحاولة فهم ما يقولونه وما
يعيشونه، وعلى ملاحظة تصرّفات البشر وتحليل دوافعها وأبعادها. ونفتح الإنجيل ونتبع
يسوع المسيح، مَن صار بشرًا معنا ومن أجلنا، في بحثه عن الأمان والتقدير، ووهبهما
للناس من حوله. يستفيد من الكتاب الشبيبةُ في سعيهم لفهم معنى الحبّ، والمتزوّجون ومَن
يستعدّون للزواج، والرهبان والراهبات والكهنة في سائر مراحل مسيرتهم، وكلّ شخص
يريد أن يعي واقع قلبه ونداء الحياة فيه. لن نجد الإجابات السريعة والوصفات الجاهزة،
لكن على كلّ واحد أن يلتقط النقاط التي تنير مسيرته، من خلال العرض الأنثروبولوجيّ
وقراءة الإنجيل، وأن يستجمع الكلمات التي تعطي بحثَه عن الحبّ والأمان والتقدير معنًى.
تعليقات 0 تعليق