الأيقونة البيزنطيّة فنّ له قانون. وغالبيّة المعنى الروحيّ الذي تعبّر عنه يكمن في القانون أكثر منه في الصورة المرسومة. فمن يجهل هذا القانون تغيب عنه معانٍ روحيّة كثيرة.
ما من كتاب، أقلّه باللغة العربيّة، يسرد بوضوحٍ هذا القانون. فهو مجموعة قواعد نستطيع أن نستشفّها من المخطوطات القديمة، وهي تعتمد في غالبيّتها على بنية الرسم الهندسيّة أكثر ممّا تعتمد على الأشكال المصوّرة والألوان. قانون الأيقونات هو علم بصريّات اكتشفه رسّامو الأيقونات بحسّهم الروحيّ، فتبنّوه واستعملوه في تزيين الكنائس لإظهار المجد السماويّ. وكان علينا أن ننتظر القرن العشرين لتضع العلوم الإنسانيّة والدقيقة قوانين البصريّات وتستعملها للتأثير في المشاهد.
هذا الكتاب يعرض قوانين رسم الأيقونات البيزنطيّة: الأنماط الأدبيّة التي تُرسَم بموجبها، والبُنى الهندسيّة، وقواعد توزيع الشخصيّات في المشهد وتصميم ملابسهم، بحيث حين تغيب الألوان بسبب القدم، تحافظ الأيقونة على تأثيرها الروحيّ في نفس مَن يتأمّلها.
تعليقات 0 تعليق