السفينة الجامعة لأنواع العلوم

تصنيف: الحاكم الإمام شيخ الإسلام أبو سعد المحسن بن محمّّد بن كرامة الجشمي البيهقي

تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان السالميّّ

انتهت رئاسة المعتزلة في نيسابور بلا منازع في القرن 5/ 11 للحاكم الجشمي، فهو يمثِّل ثقافة نيسابور آنذاك ويعدُّ أحد شخصيّاتها الموسوعيّة، الجامعة بين علم الكلام والفقه والأخباريّين والمحدّثين والمفسّرين. وحين صنَّف الجشمي كتابه هذا كان في مقتبل العمر، وكان هذا الكتاب من أوائل مصنّفاته. لقد أراد الجشمي في مسمّاه من كتابه هذا أن يكون بمثابة السفينة في حمولتها؛ أي أن يكون ناقلًا معرفيًّا لكلّ ما لديه من أخبار وقصص ومعارف. ويمكن أن يجمل القول في كتاب السفينة بأنّه مصنَّف الحاضرة أو الإقليم، ليعكس ثقافة الإقليم ونقاشاته وأفكاره، فهو يمثّل ثقافة الوسط الثقافيّ العامّ. ولو تتبّعنا مصنّفات الجشمي فأعماله تكشف لنا تنوّعها بين علوم التفسير (ضمّت جلّ آراء التفاسير المعتزليّة)، وكذلك في علوم الحديث، وأحاديث الأخباريّين وقصص السير، وهذا كان الشاغل في حوزات نيسابور وجوامعها. وهو في تصنيفه هذا استطاع أن يبرز ثقافة نيسابور بكلّ أطيافها ومدارسها، وقد أوضح من جهة أخرى الآراء الاعتزاليّة في قصص الأخبار والمحدّثين ونحوها.  

يتألّف الكتاب من خمسة أجزاء خامسها عبارة عن فهارس الكتاب.