يقول اللاهوتيّ هانس أورس فون بلتزار: "ليست الأمانة للتقليد على الإطلاق أن نكرّر ونبلّغ القضايا اللاهوتيّة حرفيًّا. بل هي بالأحرى أن نقتدي، عند آبائنا في الإيمان، بموقف التفكير الحميم ومجهود الإبداع الجريء، وهما تمهيدان لا تستغني عنهما الأمانة الرّوحيّة الحقيقيّة". يقودنا هذا المدخل إلى بلوغ هذه الغاية، فهو الوسيلة الّتي تفتح القارئ على علم الآبائيّات. ففي وسط بُعدنا عن تقليد الكنيسة، وردّة فعلنا السلبيّة أحيانًا ضدّ ما هو تقليديّ وقديم، يعرض علينا هذا المدخل فكر آباء الكنيسة وغِناهم الرّوحيّ. فمن الجماعة المسيحيّة الأولى، إلى شهداء الدياميس، وإمبراطوريّة قسطنطين، نحو البيزنطيّة والقرون الوسطى، نحن مدعوّن دومًا إلى التجديد من خلال معرفة الأصول والبناء على أُسسها، فتكون كنيستنا شامخة وصامدة وحيويّة في بنيانها ورسالتها.
تعليقات 0 تعليق