يندرج هذا المؤلَّف ضمن سلسلة "الألم والمجد" في أجزائها الأربعة، وهي عبارة عن حكاية نشأة الرهبانيّة اليسوعيّة إلى عصرنا هذا، أي حكاية تمتدّ على حوالى الخمسة قرون. يتناول الجزء الأوّل، الّذي سُمّي بـ (الربيع)، نشأة الرهبانيّة ونموّها المبكِّر، فقد بدأت مع تكوّن النواة الأولى في السنة ١٥٢٩ وامتدّت حتّى السنة ١٥٨١، إذ نَمت في هذه الفترة الزمنيّة "الرهبانيّة الصغيرة" لتُصبح مكوّنة من مجموعة رجال زاد عددهم على الألف راهب في أثر وفاة مؤسّسهم القدّيس إغناطيوس دي لويولا العام ١٥٥٦. يتحدّث الكاتب في هذا الجزء عن صدمة الاحتجاج اللوثريّ والردّ الكاثوليكيّ عليه مع بداية عصر اكتشاف العالم الجديد والهيمنة البرتغاليّة الإسبانيّة. إنّه بداية عصر الإصلاح الكاثوليكيّ أيضًا مع ميل الباباوات إلى نزع الصفة الدنيويّة عنهم، وهذا ما سنجده مثلًا في تقديم القدّيس إغناطيوس مشروع الرهبانيّة إلى البابا بولس الثالث الّذي أشتهر بميله للإصلاح وكذلك فضائحه على الصعيد الشخصيّ.
تعليقات 0 تعليق