ليست أحكام الإنسان المُسبقة محصورةً بأخيه الإنسان، بل إنّها تمتدّ لتطال صورة الله. إنّ أوّل فكرة مُسبقة عن حضور الله، هي في اللاحضور! يخال المرء أنّ الله في الفراغ، بينما هو حالّ في كلّ شي. يقدّم إلينا الأب بولاد نظرته "الحلوليّة" المؤمنة عن وجود الله في عالمنا. كيف أنّ الله موجودٌ في الطعام والشراب "ذوقوا ما أطيب الربّ…"، وكيف أنّه في جمال الطبيعة كذلك "يا ربّ ما أبهاكَ في خلائقك…"، وكيف أنّه موجودٌ في القريب "إنّ كلّ ما فعلتموه لإخوتي الصِغار…". يُزيل الأب بولاد في كِتابه جميع الصور المغلوطة عن إله المسيحيّة، وعن جميع الكليشيهات الّتي نسمعها، ليرسم لنا صورةً لإله قد يكون أمًّا أيضًا، وقد يكون الأصغر لا الأكبر فحسب، إلهٌ لا تشوبه الصنميّة بشيء.
تعليقات 0 تعليق