عارض الإسلامُ العربيّ الجهلَ في معظم ثقافات العصور الإسلاميّة الوسطى، ووقف في وجه حالات الدنس والفساد التي كانت قائمة قُبيل تأسيس الإسلام. وتطوّر مفهومُ الجهل عبر الزمن ليصبح مصطلحًا أعمّ يصفُ حالةً من الجهالة والهمجيّة علاوةً على حالة متعلّقة بالخطاب العبّاسيّ مع النساء تحديدًا. فأصبحت مفاهيمُ الأنوثة والجنوسة(Gender) مبدأً تنظيميًّا ورئيسيًّا لتحديد الهُويّة الإسلاميّة، وباتت المجموعات - التي عَدَّ العبّاسيّون معتقداتِها وسلوكَها تهديدًا - تُصوَّر في النصوص العبّاسيّة من طريق المجازات القائمة على الجنوسة، كما من طريق مفاهيم الاختلاف الجنسيّ.
يبيّن كتابُ النساء والإسلام والهويّة العبّاسيّة أهمّيّة النساء في كتابة التاريخ الإسلاميّ المبكّر، وذلك من طريق البحث الذي يقدّمه، فهو يدور على كيفيّة استعمال الجنوسة والجنسانيّة (Sexuality) لإظهار الاختلافات الثقافيّة وصياغة الهُويّات في منظومتَي السلطة والفكر العبّاسيَّين.
تعليقات 0 تعليق