كان لانتفاضات «الربيع العربيّ » منذ عام 2010 تأثيرٌ متعدّد الأوجه في حقل الدراسات الأدبيّة العربيّة بوجه عامّ، وفي هذا الحقل في ألمانيا بوجه خاصّ إذ سارت إلى جانب الاحتجاجات السياسيّة في العالم العربيّ «ثورةٌ ثقافية » تنظر إلى ممارسات الأدب والفنّ على أنّها أدواتُ «سياسةٍ جديدةٍ ». وكان من عواقب ذلك أَنْ بدأت الدراسات الأدبيَّة العربيَّة تعيد النظر في العلاقة بين الأدب والمجتمع، مفضيةً بذلك إلى «توسيع » مفهوم النصّ الأدبيّ التقليديّ. وبات باحثو الأدب العربيّ توّاقين إلى دراسة أشكال نصّيّة جديدة، مثل المدوّنات وكتابات الجدران والشعارات، واستكشاف ما يحيط بالنصوص من شروط اجتماعيَّة سياسيَّة، وما يقترن بالكتابة من ممارسات اجتماعيَّة ثقافيَّة. غير أنَّ هذا التوسيع لا يقتصر بأيّ حال من الأحوال على البحث الأكاديميّ في الدراسات الأدبيَّة العربيَّة، بل يتعدّاه إلى توسيع التشبيك ولغة التعليم والالتزام المجتمعيّ في كلّ ما يتعلّق بهذا الفرع. ومع تعزيز التعاون بين باحثين في الغرب وفي العالم العربيّ، وتدريس اللغة العربيَّة بوصفها لغةً حديثة للتواصل وإنتاج المعرفة، وإبراز الالتزام المجتمعيّ إزاء حضور اللاجئين والمهاجرين العرب المتنامي في ألمانيا والبلاد العربيّة، فإنَّ حقل الدراسات الأدبيَّة العربيَّة يتحرّك قُدُمًا.
تعليقات 0 تعليق