القرآنَ نصٌّ مقدّسٌ يُعدُّ مرجعاً دينيًّا ومصدرًا للفصاحة والبلاغة المعجِزة، ولذا عمد الأدباء إلى زخرفة خطاباتهم بالإشارات القرآنيّة لإثبات براعتهم في التعامل مع ألفاظ القرآن ومعانيه. والقرآن كتابٌ محفوظٌ في الصّدور قبل السّطور، الأمر الذي يسهّل على القارئ أو المستمع التّنبّهَ إلى أيّ إشارةٍ قرآنيّةٍ وبالتّالي تقدير براعة المؤلّف عند استعمالها. وقد غدا توظيف القرآن والأشعار والأمثال تدريجيًّا مهارةً فنّيّةً ومعيارًا يعكس كفاءة الأديب ومكانته.
يتضمّن هذا الكتاب دراسة وتحقيقًا لكتاب انتزاعات القرآن العظيم المنسوب إلى ابن الصيرفيّ عليّ بن مُنجِب (توفّي في 19 صفر 542/20 تمّوز 1147)، وهو من أشهر الكتّاب الذين ترأّسوا ديوان الإنشاء الفاطميّ، الذي تميّز بأسلوبه الأنيق بكتابة الرسائل والإنشاء. يقدّم الكتاب آياتٍ قرآنيّةً يمكن كتّابَ الدولة استعمالها عند خوضهم في مواضيعَ مختلفة، رتّبها المصنّف في 117 فصلًا.
تعليقات 0 تعليق