الذي يريدُ أن يخلّصَ حياتَه يفقدُها، وأمّا الذي يفقدُ حياتَه في سبيلي فإنّه يَجِدُها
(متّى 16: 25)
«إنّ كلمتَي «شهيد» و«شهداء» كلمتان صرنا نسمعهما كثيرًا في شرقنا الغاطس بالصراعات السياسيّة والمذهبيّة. ومن كثرة استعمالهما فقدتا معناهما المسيحيّ، وهذه هي مشكلة؛ مشكلة لأنّ الإيمان المسيحيّ مؤسّس على الشهادة والاستشهاد. فالأناجيل كُتِبَت في أزمنة الاضطهاد، وهي موجّهة إلى المسيحيّين الّذين يعانون الضيق ويُهَدَّدون بالقتل. فحين تفقد الكلمة معناها، وتُطلَق على ما هبّ ودبّ، يفقد المسيحيّ خطّ توجّه تعاليم المسيح.
مشكلة لأنّ غالبيّة الكتب العربيّة تتحدّث عن الاستشهاد من الناحية التاريخيّة، وكأنّ المسألة ذكرى وليست حاليّة، مع أنّ عدد المسيحيّين الّذين فقدوا حياتهم لأجل إيمانهم في القرن العشرين يفوق عدد شهداء القرون التسعة عشر السابقة. لا يتكلّم هذا الكتاب على التاريخ ولا على سير الشهداء، بل يحلّل مفهوم الاستشهاد من الناحية الكتابيّة، والكنسيّة، والروحيّة، لإزالة الالتباس المنتشر في أيّامنا، وإحياء رسالة الكنيسة في أن تكون شاهدة حتّى بذل الذات.»
تعليقات 0 تعليق