إنّ هدف هذا الكتاب استشراف حوالى المئة عام الأخيرة من خلال التماس توجّهات البشريّة الكبرى. يقترح المؤلِّف قراءةً للقرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين انطلاقًا من جوائز نوبل للسلام. وتنطلق وجهة نظره من مبدأ أنّ الحائزين جائزةَ نوبل للسلام يعكسون، في شخصيّتهم وتاريخهم وإنجازاتهم، اتّجاهات البشريّة وهمومها وتطلّعاتها ورغباتها في أزمنة تسليمها، فهُم مرايا عصرهم. لذا، في سرده الوقائع، يستند إليها لاكتشاف الدوافع الخفيّة، فيتوقّف على المحيط الذي عاشت فيه الشخصيّة المُختارة وسياق الأحداث التي ارتبطت بها أو انخرطت فيها، ثمّ يتقصّى ملامح الحداثة في سير البشريّة التي تُستبان من خلال دوافع تقديم الجائزة، وأخيرًا يتطرّق إلى إشكاليّةٍ تكون هذه الحداثة قد سبّبتها وتنسحبُ ارتداداتُها على عالم اليوم.
تعليقات 0 تعليق