من منتصف القرن العشرين، ظهرت إمكانات جديدة للتدخّل في موضوعات الحمل والإنجاب. وانتشرت وسائل جديدة في تنظيم الأسرة. ومن بعدها ظهرت التقنيّات الطبّيّة المساعدة على الإنجاب أو الإخصاب الاصطناعيّ. وتوالت نتائج البحوث العلميّة وفتحت المجالات للتشخيص المبكّر (قبل الولادة) على الأجنّة. ومن قبل هذا كلّه، كان الإجهاض واردًا في تاريخ البشر، يفرض تساؤلات على كلّ جيل.
تلمس هذه الموضوعات الحياة في بدايتها، وتثير في البشر تساؤلات كبيرة عمّا يجب على الإنسان أن يفعله حيال الإمكانات التي تفتحها الأبحاث العلميّة، وفي كلّ أمر يظلّ سؤالنا الأخلاقيّ الأساسيّ هو الآتي: ماذا يجب عليَّ أن أفعل كي أكون إنسانًا مسيحيًّا؟
في طرحنا هذه الموضوعات، نعرض أوّلًا الوضع الإنسانيّ الذي يعيشه الأشخاص المعنيّون، ونسعى لنفهم الأمور البيولوجيّة والطبّيّة المتعلّقة بالأمر، وكذا ندرس رأي القانون ويقينًا موقف الأديان المختلفة، ونتوقّف مطوّلًا أمام النصوص لدراستها ولفهم مرجعيّتها ومنهجها، فهذا هو أساس التفكير الأخلاقيّ. يهمّنا في المقام الأوّل الرجوع إلى الكنيسة الكاثوليكيّة وقراءة نصوصها وتحليلها، ولكن في مجتمعنا المتنوّع يلزم معرفة موقف الكنائس المسيحيّة الأرثوذكسيّة والبروتستانتيّة وكذلك الرأي الإسلاميّ. وفي كلّ موضوع ننهي بعرض تفكير أخلاقيّ يهدف إلى مساعدة الأشخاص على اتّخاذ قرار شخصيّ واعٍ ومسؤول، نابع من ضمير مستنير.
تعليقات 0 تعليق