ذكريات الحصار مع الأب فرانس فان در لوخت اليسوعيّ

ذكريات الحصار هي أشبه بدفتر مذكّراتٍ يوميّة لا تكترث لأحداث حربٍ دائرة وما يجري فيها من هزائم وانتصارات، فالمدنيّون عاشوا في زمن الحرب وتحمّلوا ويلاتها، وأبوا أن يموتوا أو يفقدوا الرجاء أو يُفسِدوا أفراح حياتهم البسيطة. أحداث هذه

الذكريات واقعيّة، جرت في أثناء الحصار الخانق لمدينة حمص القديمة بسورية. وقد شاءت الأقدار أن يجد كاتب هذه المذكّرات نفسه محاصرًا مع الأب فرانس فان در لوخت اليسوعيّ، وأن يكون مساعد الأب فرانس في القيام بدور الراعي الذي لا يترك غنمه فريسةً للذئاب، بل يضحّي بأغلى ما عنده ليبثّ الأمل في النفوس، ويمدّ يد المساعدة للأشخاص، ويلبّي متطلّبات الحياة العاديّة في ظروفٍ غير عاديّة.

لا يمكن أحدًا أن يقرأ هذه الذكريات بدون أن يشعر بتأثّرٍ عميقٍ يختلط فيه الفرح والحزن، الرضى والغضب، وينتابه في آخر الأمر إحساس غامض، غريب، يصعب تحديده بكلمات، ولكنّه إحساسٌ راقٍ.