"أؤمن يا سيّد، فأعِن عَدَمَ إيماني". كانت صرخة والد الطفل المصاب بالصرع وهو يتوجّه بدموعه إلى يسوع طالبًا منه الشفاء. وهي أصدق تعبير عن صرخات الكثيرين منّا، إذ نقف حائرين أمام إله يدعونا إلى أن نؤمن به إيمانًا هو أقرب إلى المغامرة، بل إنّه مغامرة الحياة الكبرى.
وهذا الكتاب عن الإيمان هو أقرب ما يكون إلى تلك الصرخة. فهو لا يقدّم تعليمًا عقائديًّا عن الإيمان، بل يصحبنا فيه الأب ﭘاول في رحلة من الاختبارات عبر مواقف متعدّدة من حياته، اختبر فيها الشكّ والقلق والحيرة والإنكار، بدءًا من جاره الطيّب الملحد، مرورًا بسنوات الابتداء في الرهبانيّة اليسوعيّة، وخبرة لقائه مع بادري بيو...
يقول الأب ﭘاول إنّ المبادرة الأولى في مسيرة الإيمان هي لنعمة الله التي تُخاطب الإرادة، فتجذبك نحو الإيمان. تتبعها الخطوة الحاسمة، وهي النعمة التي تُعطى للعقل الذي بدوره يتّخذ القرار، وهو الإيمان. ويؤكّد أنّ الإيمان هو رحلة تنمو من خلال الشكوك والتساؤلات
والصراعات الروحيّة، وتتطلّب الشجاعة والصبر. لكنّه يؤكّد أنّ هذه الرحلة، رغم صعوبتها، فإنّها تمنح الإنسان شعورًا أعمق بالسلام والمعنى.
يقول في خاتمة الكتاب: "الإيمان هو هِبَة من الله. الإيمان هو القفزة الكبرى، هو المفارقة المطلقة، هو اللؤلؤة الغالية الثمن. الإيمان هو مثل النظّارات الجديدة التي من خلالها يبدو كلّ شيء مختلفًا. الإيمان يعطي للإنسان سببًا للحياة وسببًا للموت. الإيمان وحده يمكنه أن يفسّر أصلنا، وأن يفسّر مصيرنا. الإيمان وحده هو الذي يعطي للحياة معنًى".
تعليقات 0 تعليق