بين الإلحاد والتشدّد الدينيّ، وبين الحداثة والتقليد، وبين العلمنة والسلطويّة الدينيّة، يبقى الله الموضوع المحوريّ لجميع هذه التجاذبات. إنّ تناول "الله" كمسألة، وإن ظهر في القرن المنصرم، يعود إلى الإنسان الأوّل، هذا التساؤل الّذي جبل البشريّة منذ مولدها. ولا يُخفى عنّا أنّه إذا ما تناولنا بعضًا من القضايا المُعاصرة كالانفجار السكّانيّ، والتلوّث البيئيّ، وتطوّر العلوم البيولوجيّة، لا بدّ من أن نُعرّج على موضوع الله، والإيمان من خلال نظرةٍ أنتروبولجيّة سوسيولوجيّة لوجود ارتباط بين أيّ دين وعلاقته بخالقه (إلهه) وتصوّر المخلوق له عبر التاريخ. يقدّم إلينا هذا الكتاب لمحة تاريخيّة عبر خمس محاور، تبدأ مع الروايات الكتابيّة الأولى، لتصل إلى الظواهر الدينيّة المُعاصرة.
تعليقات 0 تعليق