بقلم جبّور عبد النور: "الأقاصيص الّتي نطالعها في الصفحات الآتية نوع مستحدث قلّ أن وقفنا على ما يُشبهه في أدبنا العربيّ المعاصر، لأنّ البواعث الّتي حرّضت قديمًا مؤلّفي الأساطيير المُنطلقة من عالم الحيوان كانت نابعةً من الأجواء المُرهقة الكاتمة الأنفاس، والمُقيّدة للحُرّيّة، والمُعرّضة أصحابها لأنواعٍ من التنكيل النفسيّ والجسديّ، وأحيانًا للموت اغتيالًا، أو لقضاء ما تبقّى من سنوات عمرهم في غياهب السجون. لذلك كانت ولادة هذا النمط من القصِّ الفنّيّ شائعًا ورائجًا في الأزمات الاجتماعيّة والسياسيّة الكبرى. من هنا برز في الآداب العالميّة القديمة، وأحيانًا الحديثة، ليُعبِّر، في رموزه المتستّرة بلباس الكنايات والاستعارات، عن أعمق ما يعتلج في نفس الكاتب من هُوامات وانفعالات راقدة في ثنايا لا وعيه، أو عن أحاسيس أفكار بدهيّة ومُستوعبة في حياته اليوميّة."
تعليقات 0 تعليق