عن مقدّمة المؤلِّف: "درج الفلاسفة العرب على دعوة أرسطوطاليس بالمعلّم الأوّل أو الحكيم، إقرارًا منهم بمكانته البارزة بين قدماء الفلاسفة اليونان، الذين أخذوا عنهم أهمّ بنود فلسفتهم في العصور الوسطى. مثّل هذا الفيلسوف دورًا بنّاءً في مضمار التأليف بين العناصر المتضاربة من تاريخ الفكر اليونانيّ القديم الّذي انتهى إليه وإلى معاصريه، ابتداء بطاليس، وانتهاء بأفلاطون. كذلك وضع في غضون ما لا يزيد عن اثنتي عشرة سنة، نظامًا فلسفيًّا وعلميًّا متكاملاً، يكاد لا يكون له نظير في تاريخ البشريّة، من حيث شموله وعمقه وتماسكه. فأرسطو، كما هو معروف، واضع المنطق الشكليّ الّذي لم يطرأ عليه تعديل يذكر، حتّى أوائل القرن العشرين الّذي شهد قيام محاولات جديدة لسكب العمليّات الذهنيّة المقترنة بالمنطق في قوالب رياضيّة أو رمزيّة بحتة. أمّا في مضمار الفلسفة الخلقيّة والسياسيّة، فقد اضطلع أرسطو بدور رائد، فنسّق مبادئ الخلقيّة الكبرى."
تعليقات 0 تعليق