من مقدّمة الكاتب: "لأبي الوليد بن رشد مكانة بارزة في تطوّر الفكر الفلسفيّ العامّ، يكاد لا يضاهيه فيها أحد من الفلاسفة العرب. وتعود شهرته في تطوّر هذا الفكر إلى دوره في شرح فلسفة أرسطوطاليس وتلخيصها. إلّا أنّ لهذا الفيسلوف دورًا فذًّا آخر في تطوّر الفكر العربيّ الإسلاميّ، يستند آخر الأمر إلى تصدّيه للتأويل الأفلاطونيّ المحدّث للمشائيّة من جهة وانتصار للأرسطوطاليّةع في وجه حملات علماء الكلام، لا سيّما الأشاعرة، من جهة ثانية. أمّا في ميدان علم النفس، فأبرز جوانب الخلاف بينه وبين أسلافه هو تأكيده على الوحدة العضويّة بين النفس والجسد، على غرار أرسطو، وأنكاره لهبوط النفس من العالم العقليّ وعودتها إليه آخر الأمر. وأخيرًا لا بدّ من الإشارة إلى وجه آخر من وجوه الخلاف بين ابن رشد وأسلافه المشارقة. فإلى جانب اشتغاله بالفلسفة والطبّ على غرارهم، انفصل عنهم جميعًا باشتغاله بالفقه والقضاء."
تعليقات 0 تعليق