يعرض الكتاب نتائجَ استقصاءٍ أثنوغرافيّ مركّز أُجريَ في بلدة مسيحيّة ريفيّة في جبل لبنان الجنوبيّ. يرمي البحث إلى تسليط الضوء على ظاهرة الطائفيّة بصفتها طريقة في الممارسة الاجتماعيّة-السياسيّة وأسلوبًا في التفكير معًا. يندرج هذا البحث في توجّه السوسيولوجيا الفاهمة في صيغتها الفينومينولوجِيَّة.
بغية استطلاع هذه الظاهرة المركّبة، أُخضعت مدوّنة الكلام، التي جرى معها أثناء الاستقصاء الميدانيّ لتحليلٍ لغويّ دقيق، وذلك سعيًا إلى استكشاف البُنى الذهنيّة التي تنتج الخطاب الطائفيّ. من خلال العمليّة التحليليّة برزت معالم هذا الخطاب وظهرت بناه وديناميّته، حيث تبيّن أنّه خطاب لاهوتيّ في ظاهره يعبّر عن مضامين سياسيّة ضمنيّة. يدلّ هذا الخطاب إلى تشكيلة مجتمعة تدمج في بنيانها الجماعة المذهبيّة والمجتمع المدنيّ في وحدة الزمرة المرجعيّة.
تعليقات 0 تعليق