من مقدّمة المؤلِّف: "يحتلّ الحكيم الفارسيّ مكانة رفيعة بين الكتّاب الروحيّين السريان القدماء. فقد وصلت إلينا آثاره كاملة وأرّخها كاتبها بيده فأضفى عليها ختم الصدق والصحّة. ما تركه لنا من آثار يمكن أن نسمّيه مقالات روحيّة أو أقلّه موجزًا في الحياة النسكيّة. وما يلفت انتباهنا في هذا التعليم هو طابعه المسيحيّ والكتابيّ. فأفراهاط الحكيم الفارسيّ لم يتأثّر بفلسفة أو بفكر غريب، وهذا نادر الوجود عند السريان وعند اليونان، فاعتبر نفسه "تلميذ الكتب المقدّسة". سنقرأ المقالات الّتي وصلت إلينا ونستخلص طريقة تعامله مع الكتاب المقدّس، وفكره اللاهوتيّ الّذي يتحلّى بالبساطة الإنجيليّة، وروحانيّته الّتي غذّت النسّاك والمتوحّدين في عصره.
تعليقات 0 تعليق