إنّ الخِطاب السِّياقيّ يتعلّق بالمُحيط الذي ينشأ فيه ويُعبِّر عنه، مُتأقلمًا مع الثقافة الراهنة من عقليّة وفلسفة ولُغة، وعادات وتقاليد، وعَلمانيّة وعَوْلمة...، ما يجعله خِطابًا واقعيًّا لا مُجرّدًا، مُنفتحًا لا مُنغلقًا، مُتعدِّدًا لا أُحاديًّا، قابلًا للتغيير والتطوير...، وذلك كُلُّه حسْبما يتطلّبه اختلاف أوضاع المُحيط الطائفيّ (اليهوديِّ والمسيحيِّ والإسلاميّ)، والدِّينيّ (الإيمانيِّ والإلحاديِّ واللامُبالي)، والفلسفيّ (نهضة ’النزعة الإنسانيّة‘، وتيّار ’عصر الأنوار‘، والمدرسة ’الشخصانيّة‘)... وكُلُّ ذلك يُثري هُويّة الخِطاب بالغيريّة.
وأمّا مضمون ذلك الخِطاب السِّياقيّ فيشمل النظرة إلى الله بقِيمه وإلى الإنسان بقِيمه، وإلى مُقوِّمات الشخص الذاتيّة والمُجتمعيّة والثقافيّة، وإلى انتماءاته الدِّينيّة والسِّياسيّة والمدنيّة، وإلى خِياراته الحياتيّة والفِكريّة والواقعيّة... فيتّصف ذلك كُلُّه بطابع شامل كُلِّيّ.
تعليقات 0 تعليق