إنّ جماعة المسيح هي جماعة تذكّر قامت على روي سرديّة تقع عند التقاطع بين فعل المسيح واختبار الرسل باتّباعهم إيّاه. ولِدت هذه السرديّة في الاتّباع. لذلك تحمل طابعًا عمليًّا قبل أن يكون لها طابع تفسيريّ أو تبريريّ. إنّها بالتحديد تذكُّر مرويّ قام بعد آلام الجمعة العظيمة وقيامة الأحد ... والذين يقومون بفعل التذكّر من هذه الخلفيّة ليسوا مجرّد متفرّجين أو سامعين، بل فاعلون، لأنّ الحدث المرويّ يخصّهم بعدما مسّ حقيقة تطالهم في صلب وجودهم، هي بتعبير الرسول بولس "عداوة الموت" وغلبته بالحياة بكلمة الصليب. بهذا يصير المتذكِّر بدوره فاعلًا لا مجرّد متلقٍّ، لأنّه تعرّف إلى غلبة الحياة بكلمة صليبه الخاصّ الذي صار مصدر حياة له. هذا ما جعل ماتس يرفض أن يكون اللاهوت مهنة، بل اعتبره سيرة ذاتيّة، بمعنى أنّ هناك سيرة في هذا الاختبار الذاتيّ تحوّلت سيرةً لاهوتيّة وجوديّة حين تقوم مصالحة بينهما أسماها ماتس: "مَجدلة لاهوتيّة وسيرة صوفيّة".
تعليقات 0 تعليق