يتناول هذا المجلّد من سلسلة "تاريخ الكنيسة السريانيّة الشرقيّة" الحقبة الممتدّة من مجيء الإسلام حتّى نهاية العصر العبّاسيّ. إذ لم تستفق الكنيسة الشرقيّة من تيّارات الاضطهادات الّتي واجهتها في عصرها الأوّل، حتّى وجدت نفسها في مواجهة المدّ الإسلاميّ الّذي نادى بوحدانيّة الله الخالق وبالقيم الروحيّة الأساسيّة، وكأنّها دعوةٌ مباشرة للكنيسة الشرقيّة لتحديد هويّتها. لا يهدف الكاتب إلى إثارة النعرة الطائفيّة الدينيّة، لكنّه يعرض بموضوعيّة الأحداث التاريخيّة للعلاقات المسيحيّة الإسلاميّة منذ نشأتها. يرسم المؤلِّف المشهد بين التفاهم وأزمة الثقة المتبادلة بين القطبين بعد تمحيصه في المصادر التاريخيّة لنكون على بيّنة من تاريخ مهمّ في كنيستنا. ونجد في هذا المؤلّف أهمّ محطّات التاريخ المسيحيّ المشرقيّ، أي مملكتين مسيحيّتين هما: الغساسنة والمناذرة، وتفاعل الوسط المسيحيّ مع صدر الإسلام والخِلافة الأمويّة ومن ثمّ العبّاسيّة، كما أهمّ أعلام الكنيسة في تلك الحقبات.
تعليقات 0 تعليق