من مقدّمة الكاتب: "إذ كان لكلّ لغة تاريخ يشير إلى نشأتها وتطوّرها وإلى أهمّ مراحل حياتها، بات لزامًا علينا أن نطّلع على الأشواط الّتي قطعتها اللغة الآراميّة والحِقب الّتي اجتازتها للبلوغ إلينا، وما حظيت به من النجاح وما مُنيت به من الإخفاق في مسيرتها الشاقّة والطويلة. لقد تطلّب منّا هذا العمل استقراءات دقيقة في بطون المخطوطات القديمة وحواشيها واستقصاءات عميقة عبر ناتج المستشرقين والمستأرمين، فجاء تاريخًا موجزًا للأدب الآراميّ يشمل نشأته وتطوّره وازدهاره ومراحله الشاقّة ونهضته. فلا عجب، والحالة هذه إذا وُجد فيه نقص أو غموض أحيانًا، نظرًا إلى سعة الموضوع والأهواء البشريّة الّتي شوّهت الحقائق خلال الأزمنة، حتّى بات من الصعب على المؤرّخ، مهما حاول أن يكون موضوعيًّا نزيهًا، أن يميّز بين الحقّ والباطل".
تعليقات 0 تعليق