لماذا نتكلّم على "ثمر" الرّوح بصيغة المفرد لا الجمع؟ لماذا لا يستخدم القدّيس بولس في رسالته الشهيرة إلى أهل غلاطية عِبارة "ثمر" لا عِبارة "أعمال" عندما يتكلّم على الرّوح القدس؟ ما هو تضاد هذه الثمار؟ وهل من العبث أن يذكر الكاتب في عنوان مؤلَّفه "الحياة اليوميّة"؟ يقودنا الكاتب مرتيني بحسّه الروحيّ المُرهف إلى بحثٍ أعمق في أخلاقيّات الحياة المسيحيّة، وتوضيح التناقض بين أعمال الجسد وثمر الرّوح بحسب رسالة القدّيس بولس الرسول إلى أهل غلاطية. فحياة أبناء الله في حرّية الرّوح تُخرج الثمار لا محالة، وهذه الحياة ليست دعوةً إلى نخبة مصطفاة من المسيحيّين، بل هي دعوةٌ مفتوحةٌ للجميع، دعوةٌ لا تقوم على فروضٍ خارجيّة مُلزمة، بل دعوة واجب بنوّتنا للآب في بناء حياة أقوى في عدالتها للآخرين، وبالتالي أشدّ فرحًا وسلامًا وحبًّا وصلاحًا.
تعليقات 0 تعليق