يقول الربّ على لسان النبيّ أشعيا: "لا تخف، لأنّني افتديتك، دعوتك باسمك، فأنت لي". قد تختصر هذه الكلمات كلّ ما يودّ الربّ قوله لنا. وبات من حكم المتعارف أنّ هذه الكلمة "لا تخف" ومشتقّاتها قد وردت ٣٦٥ مرّة في الكتاب المقدّس، وكأنّ رمزيّتها تبوح بسرّ أنّ الله معنا في كلّ يوم. يحمل الكتاب في طيّاته روحانيّة جان فانييه الّتي تتمحور على أن يُعاد إلى البائس ما يمكن أن يُبرّر له الحياة بذاتها، أكثر من إعطائه ما تستلزمه ضرورات الحياة اليوميّة. عُرِف عن جان فانييه عيشه حياة الفرح فقادته إلى بذل ذاته من أجل الآخرين، المجروحين والمهمّشين والمتألّمين، فرأى فيهم صورة يسوع المسيح، وعكسوا فيه هذه الصورة. إنّ هذا الكتاب مصدر إلهامٍ لمن يُريدون الاهتداء في نور روحانيّة مؤسّس الفلك "الأرش"، كي يبنوا جماعاتٍ يكون فيها ملكوت الله على الأرض، حيث لا خوف البتّة لأنّ الله معها.
تعريب أنيس مسلّم
تعليقات 0 تعليق