"يُظهِر هذا الكِتاب وجه الله المُتواضع. فهو يُصحِّح وجهه السائد في ثقافتنا: إله قاضٍ قاسٍ مُعاقِب، غيور على سُلطته وامتيازاته، مُتعالٍ على الإنسان بعيدٌ عنه...
وأمّا تواضُع إلهنا، فيتجلّى في سِرَّيِّ التجسُّد والفِداء حيث تجرُّده التامُّ وتخلِّيه الكامل. فالغنيُّ فقير ليُغني الفُقراء، والقدير مُتألِّم ليُشارك المُتألِّمين، والكبير صغير ليتضامن مع الصِّغار، والعظيم مُهان لينصر المُهانين.
وإلهنا يتواضع إذ يُشرِك الإنسانَ في أُلوهيّته، فلا ينفرد بها، فقد خلقه على صورته ومِثاله، وفي الحُبِّ والقداسة والحُرِّيةّ، وفي البذل والمُشاركة والخِدمة، ابنًا للآب وأخًا ليسوع المسيح وهيكلً للروح القُدس.
وإلهنا المُتواضع حاضر للإنسان حُضورًا حميميًّا حقيقيًّا، وإن احتجب عنه واختفى منه وصمت.
قُل لي مَن هو إلهُك، أقُل لك مَن أنت!" - الأب فاضل سيداروس اليسوعيّ
تعليقات 0 تعليق