من مقدّمة الكاتبة: "إستنادًا إلى أحدث نظريات النقد الغربيّ في المكان الروائيّ، وبعيدًا عن صورة المكان التقليديّة التأطيريّة، يرصد هذا الكتاب المكان في تسع روايات لبنانيّة، مستفزًّا صمته وسكونه، فإذا بالمكان الروائيّ يتجلّى بطلًا يشعّ حضورًا. إنّه مدماك رئيسيّ في بنية الرواية، يتشكّل وفق تقنيّات دقيقة متعدّدة، ويحضن الزمان والشخصيّات والأحداث، مؤدّيًا وظائف فنيّة فاعلة لا غنى للرواية عنها. ويتجاوز الكتاب البناء الروائيّ، ليضيء على دور المكان دالّاً، فيبدو محتلًّا اللغة، يحوكها بمعجمه عند كلّ منعطف، ويوشّيها بصور تغطّي مساحات واسعة من الحقول المفهوميّة. كما يتمّ ربط المكان بمراجع الروايات، فتراه يخلع أقنعة الذّات والمجتمع والأيديولوجيا، معرِّيًا إيّاها جميعًا وكاشفًا مدى تخلخلها وعمق أزماتها. وذلك تبدو الروايات أشبه بوثيقة تاريخيّة، حافظة ذاكرة المكان الجريح الّذي يبحث عن ذاته وعن معنى وجوده."
تعليقات 0 تعليق