يروي فؤاد ابن الأستاذ اسكندر حسّون في كتابه غفرت قصّة لبنان المعاصر وتاريخه عبر سيرته الذاتيّة التي قادته مع عائلته قسرًا، من محيطه المميّز بالتعايش مع الآخر في بريح، إلى العاصمة بيروت، ومن ثمّ وحيدًا إلى الغرب للعلاج بعد إصابته بجروح مزمنة. كما يخطّ لنا المسار الذي قاده من الكراهية إلى الحبّ، وكيف اجتاز، مستندًا إلى إيمانه وتربيته الجبليّة الخلّاقة، طريق المغفرة الضيّق الذي أوصله إلى السعادة الحقيقيّة. هذه السيرة هي شهادة حيّة عن الولادة الجديدة بعد المحنة، وهي مدرسة للتعلّم من دروس الحياة، وتحويل الضعف إلى قوّة. هي قصّة رائعة عن الصفح والسعادة والسلام، وتأمّلٌ في جوهر الوجود والعلاقات البشريّة والإيمان. بالإضافة إلى كلّ ذلك هي نشيد حبٍّ لأرض لبنان ووطنِ الفينيق الذي عاد وعاش من رماده.
تعليقات 0 تعليق