ينتمي هذا النوع من المؤلَّفات إلى أدب اللاهوت الدفاعيّ، وهو أدبٌ ازدهر في القرون الأولى للمسيحيّة بُغية دحض مزاعم الوثنيّة ضدّ المسيحيّين في أنّهم خطرٌ على كبير على الدولة الرومانيّة، وعرض فجور الوثنيّة وسخافتها، وكذلك قصر الفلسفة اليونانيّة القائمة على العقل فقط. ويقدّم إلينا الأب جبارة ثمرة دراساته المعمّقة في الأدبيات الآبائيّة، وقد رصّع النصّ الّذي نقله إلى العربيّة بأهمّ التعليقات في ضوء الدراسات الّتي اطّلع عليها من لغاتٍ أُخرى، وخاصّةً الفرنسيّة. لم تنسَ المسيحيّة الرومانيّة فضل كتاب الدفاع عليها إذ كان سورًا منيعًا ضدّ منجنيقات اليهوديّة والوثنيّة الّتي أرادت أن تهدم قلعتها الصغيرة، لا بل أنّ أرستيدس استخدم هذه الحجارة ليدعم جنود المسيحيّة الناشئة ويقوّي من أساسات قِلاعِها.
تعليقات 0 تعليق