في هذه المجموعة الأخيرة من شروح المزامير، يذكّرنا القدّيس أوغسطينس بأنّ المسيح انحدر من عند الآب ليفتديَنا بدمه ويُحرّرنا من عبوديّة الخطيئة، ويُعيدنا إلى بنوّة الله. لذلك يحضّنا على أن نلتمسه بالأعمال الصالحة التي بها ننتصر على إبليس، وعلى الابتعاد عن المجد الباطل؛ ويدعونا إلى السلوك في المحبّة الكاملة التي لا تميّز بين صديقٍ وعدوّ، فنكون الأرض الصالحة التي تُنبتُ الزرع الجيّد. ويُعلّمنا، إن نحنُ سقطنا في اللجّة، ألّا نخشى الغرق، وإن أحاطت بنا الضيقات، ألّا نستسلمَ ونفقد الرجاء برحمة الله، بل أن نصرخ إليه فيستجيب؛ وأنّ المسيح هو، في الظلمة، نورُنا الذي يُرشِدنا إلى درب الخلاص، فنقدّم قلوبنا إلى الربّ ذبيحة كاملة يرتضيها، ونسبّحه في الضيق كما في الرخاء، ونبقى، في كلّ حينٍ، جياعًا إلى رحمته، وعِطاشًا إلى بِرِّه.
تعليقات 0 تعليق