يُعتبر النصّ المنشور هنا جوهرة المئويّات التي خطّها القدّيس مكسيموس المعترف لا من حيث عمقه اللاهوتيّ فحسب، بل لكونه يستعيد أيضًا بعض أفكار العملَين العملاقَين اللذين وضعهما المعترف قبل انفجار الصراع مع القائلين بالفعل الواحد في المسيح، أي «كتاب المقاطع الصعبة» و«الأسئلة إلى ثالاسيوس» ملخّصًا إيّاها أو متبسّطًا فيها. ومن ثمّ، فإنّ هذا النصّ يشكّل مدخلًا صالحًا إلى فكر القدّيس المعترف قبل اندلاع أزمة القول بالمشيئة الواحدة، ولا سيّما محاولته تصحيح الانحرافات اللاهوتيّة لدى كلٍّ من إفاغريوس وأوريجنّس مع محاولة واضحة لاستعادة الثمين في إرثهما والبناء عليه. في سبيل القيام بهذا الأمر، نجد مكسيموس يستعين بأفكار معلّمين آخرين ويصبّ هذه العناصر جميعها في بوتقة فكريّة خلّاقة تتمحور على شخص الكلمة المتجسّد، وتعكس حرّيّته في التعامل مع التقليد وأفكار مَن سبقوه.
تعليقات 0 تعليق