تتعايش الديانات بعضها وبعضًا وسط عالمٍ محكومٍ بالتنوّع والتلاقي كما الصراعات. وفي عالم اليوم، نجد أنفسنا في حضرة أشخاصٍ ينتمون إلى دياناتٍ أخرى، لا في المجتمع وحسب، بل في قلب العائلة الواحدة. فواقع لقاء الديانات أصبح إطارًا لإيماننا وأفقًا لخطاباتنا اللاهوتيّة. والحال أنَّه إّذا كان سعينا هو بعدم الوقوع في اللامبالاة أو الاقتناس أو التعصُّب، يصبح إذًا اختيار الحوار ضرورةً ملزمة.
يتعمّق الكاتب في واقع التعدّد الدينيّ والثقافيّ بوجهٍ عامّ، وفي موضوع الحوار الإسلاميّ المسيحيّ بوجهٍ خاصّ. فالحوار غدا الأشدّ ضرورةً في زمننا الحاضر وذلك لأنَّ المسيحيّين والمسلمين يؤلّفون معًا نصف البشريّة، ولأنَّهم، بالإضافة إلى ذلك، ينتمون إلى ديانتَين تبشيريّتَين، فهم إذًا "في حالة تنافس". أضف إلى ذلك أنّ المسيحيّين والمسلمين في لبنان يشاركون معًا تاريخًا طويلًا من التعايش والتخالط، وينتمون إلى حضارةٍ بنوها سويّةً. ولهذا يؤلّفُ الحوار بين المسيحيّين والمسلمين الدعوة الأساسيّة والتحدّي الأكبر لدى سكّان الشرق الأوسط.
تعليقات 0 تعليق