باتت كلمة "داعش" من أكثر الكلمات الّتي فتّش عنها الناس في محرّكات البحث على الانترنت. لكن ما تصوّره هذه الجماعة الأصوليّة هو جزء من كلّ في بحر فكرٍ أصوليّ يتشرّبه جيلٌ فجيل. يعود بنا الكاتب لا إلى أسباب نشأة داعش، بل إلى أسباب الفكر الأصوليّ الدينيّ، مهما كان إيمان صاحبه. فقبل سطوع شمس الإسلام وبعدها، عرفت أوروبا أصوليّة فكريّة مسيحيّة اشتدّ سيفها على المسيحيّين أنفسهم. والسؤال المطروح الآن: هل الأصوليّة والدين وجهان لعملةٍ واحدة؟ أم هناك حتميّة وجوديّة بين الاثنين؟ وماذا سيكون شعورنا إن عرفنا أنّ مُصطلح "أصوليّة" هو إيجابيّ بحدّ ذاته؟ فكلّ الديانات والروحانيّات لا بدّ لها من أن تعود إلى أصولها لتتجدّد على الدوام وتُقوّم مسيرتها. يقدّم إلينا الكاتب دراسة تاريخيّة شاملة وموجزة في الوقت عينه كي نعرف جذور الأصوليّة في الإسلام البارحة واليوم، وكذلك في مسيحيّة الغرب، مُضيئًا على أهمّ فروعها ومُرشديها في كِلتا الديانتين.
تعليقات 0 تعليق