ديونيسيوس الأريوباغيّ

ديونيسيوس الأريوباغيّ مؤسّس ما يُسمّى التصوّف المسيحيّ. ما من كاتبٍ أو روحانيٍّ أو لاهوتيٍّ ظهر بعد القرن الخامس، وطرق موضوع التصوّف، إلّا وذكر ديونيسيوس وكأنّه معبر إجباريّ، سواء اتّفق معه بالرأي أو خالفه. لا شكّ في أنّ آباء عاشوا قبل ديونيسيوس أو عاصروه تكلّموا على الحياة الصوفيّة، لكنّهم لم يضعوا لهذه الحياة منهجًا. ديونيسيوس هو أوّل مَن منهج الحياة الصوفيّة التي لا تكتفي بالعيش روحيًّا وأخلاقيًّا، بل تسعى للارتقاء من مستوًى إلى آخر للوصول إلى الاتّحاد بالله. إنّه أوّل مَن وضع مراتب الارتقاء الثلاث التي يُعمَلُ بها حتّى الآن: التطهير، الاستنارة، الاتّحاد. موضوع التصوّف حاضر في جميع كتاباته، لكنّه حاضر بشكلٍ أقوى في ما نسمّيه الأعمال الصغرى: اللاهوت الصوفيّ والرسائل العشر، وهو

ما نجده، ولأوّل مرّة باللغة العربيّة، مجموعًا في هذا الكتاب.