إنّه مشروع أكثر منه مجرّد كتاب، ففي خلفيّة هذا الكتاب عمل فريق من ٢٦ بلدًا من أنحاء العالم، تضافرت جهودهم كي يقدّموا إلى البابا فرنسيس المواد الأوّليّة لكتابه الّذي أصبح بين أيدينا اليوم باللغة العربيّة، بالإضافة إلى عشر لغاتٍ أُخرى.
٢٥٩ رسالة من ٦ قارات و١٤ لغة، بعث بها أطفال يتراوح أعمارهم ما بين السادسة والثانية عشرة، وكأنّ بهم كرادلة يهيّئون إلى الحبر الأعظم ملفّات كي يدرسها ويبتّ بشأنها. على مثال تلك الملفّات الضخمة، فقد تناولت هذه الرسائل مواضيع متنوّعة، في البيئة، واللاهوت، والكريستولوجيا، والإسكاتولوجيا، بالإضافة إلى الرياضة والأزياء! لكن خلافًا لتلك الرسائل البابويّة الرسميّة، فقد كانت إجابات البابا فرنسيس عن تساؤلات الأطفال الّتي أرفقوها برسوماتهم الخاصّة سهلةً وتُخاطب لُغة الأطفال البسيطة، وهذا ما راعيناه في نقل الكتاب إلى اللغة العربيّة.
يُرافق البابا فرنسيس الأطفال في بحثهم عن معنى حياتهم وعالمهم، وهم ينتظروننا نحن الكِبار لمساعدتهم على إتمام ذلك. وهذا ما يحثّنا عليه البابا: أن نهتمّ بالأطفال كي يعمّقوا علاقتهم بالله، وبذلك يهتمّون بالآخرين والعالم الّذي من حولهم، سواء أكان هؤلاء الأولاد أطفالنا، أم أحفادنا، أم أنسباءنا، أم أولادنا الروحيّين، أم تلامذتنا. علينا أن نمدّ يد المساعدة إلى أطفال الغد ونُعلِمهم بأنّ جميع تساؤلاتهم هي تساؤلات صالحة تقودهم نحو الله على الدوام، خاصّةً عندما يطرحونها على أشخاصٍ يثقون بهم ويبادلونهم الحبّ، ويبذلون قُصارى جهدهم لمساعدتهم.
تعليقات 0 تعليق