من مقدّمة المُعرّب: "لا يختلف اثنان على أنّ الشرق الأدنى كان منبت الروحيّات، ولا عجب، فمنه انطلقت ديانات التوحيد، وفي بلدانه ازدهرت طلائع الرهبانيّات، وعلى يد علمائه القدّيسين حُرِّرت روائع الكتابات اللاهوتيّة والروحيّة. ومن هذه المؤلّفات الّتي تفرّد بها شرقنا وكانت من بواكير النتاج الأدبيّ المسيحيّ، الكتابات المعروفة بأقوال آباء الصحراء. ولعلّ كلمات هؤلاء الشيوخ وأعمالهم تبدو غريبة أو أقلّه بعيدة عن واقعنا المعاصر. إلّا أنّها في الحقيقة عميقة الغور ولا تخلو من الطرافة. ولا شكّ في أنّ من أراد جني ثمار تلك الأقوال، توجّب عليه مُطالعتها بتمهّل وتذوّق، يتنشّق عبيرها لأنّها بتنوّعها وجمالها كالزهرات، ويرتشف رحيقها كما تفعل النحلات.
تعليقات 0 تعليق