عن مقدّمة المُعرِّب: "عُرِف عن القدّيس هيرونيمُس شعوره الإنسانيّ العفويّ الّذي لم يوفّره في كتاباته وخاصّةً رسائله. إنّه موسوعة حيّة سواء على الصعيد اللغويّ لإتقانه لغات عصره إضافةً إلى العبريّة أو على الصعيد اللاهوتيّ إذ كان مُنمًّا بآباء الكنيسة الّذين عاصروه أو الّذين سبقوه. يُقدّم لنا القدّيس هيرونيمُس لوحةً حيّةً لا لفكره فحسب، بل أيضًا لعصره وخصائصه المميَّزة. تشكّل رسائل هيرونيمُس الجزء الأشدّ فائدةً في ما حُفظ من مؤلّفاته، نظرًا لتنوّع مواضيعها وجمال أسلوبها. فمن خلال تصدّيه لأمور الفِقه، أو غوصِه في تحليل حالات الضمير، أو رقّة تعزيته للحزانى، أو إثارته مواضيع ممتعة مع الأصدقاء، أو تنديده بمعائب الجيل، أو حثّه على الحياة النسكيّة والتخلّي عن العالم، أو تقريع خصومه اللاهوتيّين".
إعداد الأستاذ سعد الله سميح جحا
تعليقات 0 تعليق