إنّ يوحنا الدلياتي، على حدّ قول الأب بولس نويّا اليسوعيّ: "هو خير مؤشّر، في تعابيره ومصطلحاته، لما سيأتي به المتصوّفون في الإسلام لاحقًا". تُشابه مجموعة الرسائل الرّوحيّة في تعابيرها وبنيتها الكثير ممّا جاء في التُراث التصوّفيّ الإسلاميّ. تُشكّل المجموعة الجزء الأساسيّ من هذا الكتاب، وتعود إلى القرن السابع الميلاديّ مع بزوغ شمس الإسلام، وهي حصيلة اختبار روحيّ لشيخٍ روحانيّ من الآباء السريان قد نُسي في عصرنا، بينما كان يعيش في أوج نهضة الحياة الرهبانيّة والنسكيّة في زمانه. تنادي هذه الرسائل بنفحتها النبويّة إلى الحذر من مخاطر الانزلاق بعيدًا عن صورة الآب الحقيقيّة، وملكوته الّذي هو بيننا وفينا، وابنه الحيّ في داخلنا.
تعليقات 0 تعليق