الأمومة أنشودةُ الخلود
الفيلسوفة: لوحةٌ جديدةٌ؟
الرَّسَّامة: بل ولادةٌ جديدةٌ.
الفيلسوفة: ماذا عن الولادة الأخرى؟ الألعاب والثِّياب والجوارب الصَّغيرة؟
الرَّسَّامة: لن أغيِّر رأيي ما حيَيْت. الأمومة أسْرٌ وقضاءٌ لا أرغب بالخضوع له. أرفض الأمومة لأنَّها تضع قيودًا على المرأة لن تكن موجودةً لولا وجود الطِّفل. كلُّ الاهتمام والتَّفكير سينصبَّان عليه. كيف ستربِّيه؟ كيف ستعلِّمه؟ وأنا أريد أن أكون حرَّةً. أريد أن أعمل وأحقِّق ذاتي. الأمومة تعاكس المرأة من جهتَين. فهي أوَّلًا تُفسِد أنوثتها وتُفقِدها وهْجَها إذ تطغى الأمومة على المرأة الأنثى. فهي ككيان تصبح أمًّا أكثر من أنثى. لا إغراء ولا غموض. وثانيًّا تُضرُّ بمسيرتها وطموحها ومهنتها. فالأمُّ العاملة عليها أن تختار بين أمومتها وعملها. سيكون دائمًا ثمَّة شعورٌ بالذَّنب والتَّقصير إمَّا على المستوى العمليِّ وإمَّا على مستوى الأمومة والاهتمام بالأطفال... لا أحلم أن أكون أمًّا بل أحلم بأن أكون رسَّامةً مشهورةً وعظيمةً مثل دافنشي ومايكل أنجلو وبيكاسو، ومثل الرَّسَّامة الفرنسيَّة إليزابيث لويز فيغ لوبرون رسَّامة الملكة ماري أنطوانيت. أحلم بالتَّرقِّي في آفاق الحياة وبالتَّوهُّج والسُّطوع والبراعة. وهذه أمورٌ لا أستطيع تحقيقها إذا كنتُ أمًّا.
الفيلسوفة: لو كانت الأمومة تضادُّ النَّجاح والتَّفوُّق لما أنجبَت ماري كوري وهارييت تايلور مل وأغاثا كريستي والفيلسوفة المعاصرة باتريشيا تشرشلاند وكثيراتٌ غيرهنّ.
الرَّسَّامة: الأمومة خيارٌ شخصيٌّ، ليس أمرًا تُجبَر عليه المرأة. أفكاري تسعدني أنا وتناسبني أنا لكنَّها لا توافق جميع النِّساء. إنَّ الطَّموحات والطَّموحين لا يتزوَّجون ولا يُنجبون. لديهم همٌّ واحدٌ هو إنجاب الأعمال الخالدة. ماذا كان سيستفيد النَّاس لو أنَّ ليوناردو دافنشي تزوَّج وأنجب ولم يتفرَّغ للرَّسم؟ الأطفال يولدون ويموتون، أمَّا رسوماته فخالدةٌ. وكذلك الحال بالنِّسبة إلى الأدباء والفلاسفة والعظماء الَّذين اختاروا العمل والخلود لا الإنجاب. الأمومة والتّفوُّق لا يجتمعان. فإمَّا أن أنجب وإمَّا أن أنجح، ولا يمكن الجمع بينهما. والثِّمار تكون بمقدار الوقت والعطاء المبذولَين.
الفيلسوفة: هذا موقفٌ أنانيٌّ.
الرَّسَّامة: الأنانيَّة هي إنجاب كائنٍ إلى هذا الوجود لتحقيق لذَّةٍ شخصيَّةٍ. أنتِ لم تسألي الطِّفل قبل أن تنجبيه. ما معنى الإيلاد إذا كان يتبعه موتٌ؟ صديقتي مات ابنها فتعذَّبت كثيرًا. أهلي تألَّموا عندما مرضوا. لذا لا أريد أن أنجِب كي لا أعرِّض شخصًا للألم والموت. أتَّبع قول المعرِّي: "هذا جناه أبي عليَّ وما جنيتُ على أحد".
الفيلسوفة: الأنانيَّة هي التَّقوقع داخل العقل والانشغال بالذَّات حدَّ العظمة. لو لم تتزوَّج أمَّهات العظماء الَّذين ذكرتِهم لما أتَوْا إلى الحياة. ماذا عن الزَّواج؟ أما زلتِ ترفضينه؟
الرَّسَّامة: الإنسان كائنٌ متغيِّرٌ متقلِّبٌ طبيعته غير مستقرَّةٍ. يبدِّل أفكاره وآراءه وميوله باستمرارٍ لأنَّه ينضج ويجرِّب ويختبر. أنا لا أؤمن بأن لا شيء يفرِّق بينهما إلَّا الموت.
الفيلسوفة: وإن كبرتِ وهاجمتكِ الوحدة؟
الرَّسَّامة: الإنسان الذَّكيُّ لا يشعر بالوحدة أو الملل. حياتي ليست وحدةً، هي عزلةٌ اختياريَّةٌ إراديَّةٌ. أقضي وقتي بالرَّسم والقراءة والسَّفر. مَنْ قال إنَّ الوحدة أمرٌ سلبيٌّ؟ الإنسان ليس كائنًا ناقصًا لا بدَّ له من أن يبحث عن شخصٍ يكمِّله. لكنَّه يحتاج إلى شخصٍ يستمتع معه. لماذا تحصرين كلامك عن الإنجاب بالأمومة فحسب كأنَّ الرَّجل لا يرغب بأن يكون أبًا؟!
الفيلسوفة: الرَّغبة في الإنجاب أقوى عند المرأة منها عند الرَّجل. والأمومة فطريَّةٌ عندها.
الرَّسَّامة: لو كان الأمر كذلك لما امتنعَتْ نساءٌ كثيراتٌ عن الإنجاب.
الفيلسوفة: هؤلاء استثناءٌ كي لا أقول شَواذّ. ليست الأمومة مجرَّد رغبةٍ أو حاجةٍ لكنَّها أمرٌ جُبلَت عليه الأنثى. الأمومة خَلقٌ كما تظهر في الأساطير القديمة. وهي تتجلَّى بأبهى صورها في مريم العذراء الَّتي حملَت المسيح في أحشائها... الخوف من الإنجاب والأمومة هو خوفٌ من الحياة. وكيف لخائفٍ من الحياة أن يحيا؟! وإن أنتِ حملتِ من دون قصدٍ ماذا تفعلين؟
الرَّسَّامة: أجهض بالطَّبع.
الفيلسوفة: هذه جريمةٌ!
الرَّسَّامة: الإجهاض ليس جريمةً. الجريمة هي أن ينجب الأهل طفلًا، وهُم غير قادرين على توفير الحياة الكريمة له. قد تبدو الكلمة مخيفةً للبعض لكنَّها أحيانًا تكون عمل رحمةٍ. فالإنسان عندما يكون غير مستعدٍ للعطاء والتَّربية والالتزام فإنَّ الخيار الأخلاقيَّ والإنسانيَّ هو الإجهاض. فهذا أفضل من أن ينجب طفلًا ويقضي عمره كلَّه تعيسًا يلوم الطِّفل على جميع مشاكله. أفضِّل أن أشعر بالذَّنب من احتمال أنَّني قد أكون قتلتُ روحًا على أن أكره هذه الرُّوح الَّتي جاءت إلى هذه الحياة وأنا غير قادرةٍ على إعطائها الحبَّ والعناية اللَّازمة.
الفيلسوفة: أتظنِّين أنَّ الجنين شيءٌ تملكينه وأنَّ لديك كامل الحقِّ في التَّصرُّف به؟ بالطَّبع لا. قتلُ الخصم القويِّ لا يجوز فكيف بقتل كائنٍ ضعيفٍ لا حول له ولا قوَّة! صحيحٌ أنَّ الجنين في تكوينه جزءٌ منكِ لكنَّه، وجوديًّا، ابن الطَّبيعة ابن الحياة. ولا أدلَّ على ذلك من قول جبران خليل جبران: "أولادكم ليسوا لكم. إنَّهم أبناء الحياة وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها. بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم. ومع أنَّهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكًا لكم". أمَّا العلاقة الوجوديَّة بين الأمِّ وطفلها فهي أبعد من أن تدركيها وأجمل من أن أصفها. فالجنين ليس كيانًا مستقلًّا ينمو بداخل الأمِّ لكنَّه جزءٌ منها يتَّحد بها اتِّحادًا لا ينفكُّ حتَّى بعد انفصاله عنها. ففي فترة الحمل يسكن رحمها، وبعد الإنجاب يطغى شعور الأمومة على الأمِّ حتَّى إنَّه يمكن القول إنَّ الأمومة تسكن المرأة. والرَّابط بين الأمِّ وطفلها سرٌّ لا يدرك كنهه إلَّا الأمُّ. إنّ الأمومة كالموت لا يعرفها إلَّا مَنْ يجرِّبها.
الرَّسَّامة: أنا لا أرغب باختبارها.
الفيلسوفة: ألا تعتقدين أنَّك بذلك تحرمين نفسك من شعور الأمومة الجميل؟
الرَّسَّامة: مَنْ قال إنَّ الأمومة شيءٌ جميلٌ؟ الأمومة أمرٌ مخيفٌ، حبٌّ موجِعٌ، شعورٌ مشوبٌ بالخوف والقلق الدَّائمَين. تخاف الأمُّ من أن يمرض أطفالها أو يصيبهم مكروهٌ وتقلق على مستقبلهم.
الفيلسوفة: لكنَّك لم تجرِّبيها.
الرَّسَّامة: ألا تعرفين أنَّ النَّار تحرق؟ هل يجب أن تجرِّبي النَّار لتدركي أنَّها مُحرِقةٌ؟
الفيلسوفة: لماذا تزرعين وردةً وأنتِ تعلمين أنَّها ستموت؟
الرَّسَّامة: لا تصحُّ المقارنة بين الوردة والكائن الحيِّ. الوردة يوجد ملايين مثلها. بينما الإنسان نربِّيه ونجبله كما جبل الله الإنسان ونفخ فيه من روحه. الطِّفل نتعلَّق به وجدانيًّا. أمَّا الوردة فلا. ليس من الضَّروريِّ أن ينجب الإنسان بل أن يتَّبع شغفه في الحياة. جميع الكائنات تنجب. الطُّيور والأسماك والخِراف. الإنجاب ليس إنجازًا. الحصول على جائزة نوبل أو اكتشاف دواءٍ هو إنجازٌ. أنا لا أقلِّل من قيمة الأمومة لكنَّها بالنِّسبة إليّ ليست هدفًا.
الفيلسوفة: ومَنْ سيحصل على جائزة نوبل إذا لم يُنجِب أحدٌ؟ ولماذا ترسمين ما دمتِ فانيةً؟ أليست الأجيال القادمة هي الَّتي سترى لوحاتك؟ حقًّا قلتِ إنَّ الإنجاب ليس إنجازًا. إنَّه أكبر من أيِّ إنجازٍ. إنَّه انتصار الحياة على الموت. نموت كأفرادٍ ويستمرُّ الإنسان. تُنجب المرأة لتبقى الحياة على الأرض ويدوم الكون. هو قرارك على أيِّ حالٍ. أنتِ حرَّةٌ. ولكن ألا تخافين من أن تندمي عندما لا ينفع النَّدم؟
الرَّسَّامة: لا. قراري نتيجة تفكيرٍ لا غضب. كلُّ امرأةٍ تختار ما يناسبها. وأنتِ اخترتِ الأمومة.
الفيلسوفة: وهي أجمل شعورٍ في الحياة.
الرَّسَّامة: أنتِ عاطفيَّةٌ ومختلفةٌ عن الفلاسفة. فهم عادةً لا يعبِّرون عن مشاعرهم ويفضِّلون الانعزال وعدم الزَّواج والإنجاب.
الفيلسوفة: أبدًا. الفيلسوف إنسانٌ يشعر ويرغب كباقي البشر. فلاسفةٌ كثرٌ تزوَّجوا وأنجبوا مثل سقراط وأرسطو وهوبز وباسكال وبوبر وراسل الَّذي تزوَّج أربع مرَّات. بينما فضَّل آخرون عدم الزَّواج والإنجاب مثل سيمون دي بوفوار الَّتي قالت: "إنَّه لا ينبغي حصر دور المرأة بالزَّواج والإنجاب فقط. فالمرأة إنسانٌ يمكنها القيام بأعمالٍ أخرى غير الإنجاب. يمكنها أن تكتب وتنحت وترسم، وأن تكون ناجحةً قي هذه الأعمال تمامًا مثل الرَّجل". أمَّا الفيلسوف أندريه كونت سبونفيل فقد عرَّف عن نفسه في إحدى مقابلاته بالقول: "أنا أبٌ لثلاثة أولادٍ وفيلسوفٌ". أنا مثله أمٌّ قبل أيِّ شيءٍ آخر.
الرَّسَّامة: والدَّافع إلى الإنجاب عند جميع النَّاس هو تلبية رغبةٍ مثل باقي الرَّغبات. والأمومة فعل إنتاجٍ لا أكثر.
الفيلسوفة: بل فعل خلقٍ. الإنجاب جزءٌ من سيرورة الكون وحركته. ليس الدَّافع إلى الإنجاب مجرَّد رغبةٍ في الأمومة. الإنجاب له بعدٌ وجوديٌّ كونيٌّ. والأمومة هي وسيلتنا في البقاء والخلود.
الرَّسَّامة: لكنَّك لا تؤمنين بالخلود. فقد نفيتِ في إحدى مقالاتك خلود العقل وقلتِ إنَّ العقل في جسمنا وكجسمنا محدودٌ بمكان الجسم وزمانه، له بدايةٌ ونهايةٌ، يولد بولادتنا ويفنى بموتنا.
الفيلسوفة: صحيحٌ. فأنا لا أؤمن بخلود العقل، بالأحرى لا أعيره اهتمامًا. الخلود الحقُّ لا يكون إلَّا للحبِّ. وأقوى حبٍّ هو حبُّ الأمِّ لأطفالها. وحده الحبُّ ينتقل من جيلٍ إلى جيلٍ، ومن قلبٍ إلى قلبٍ. ما زال حبُّ والدي نابضًا حيًّا متدفِّقًا بعد سنواتٍ على رحيله. وأنا بدوري أنقل الحبَّ لأولادي. الحبُّ هو جوهر الوجود. هو سبب الحركة في الكون كما يقول أنباذوقليس، وهو محرِّك العالم كما يقول أرسطو.
الرَّسَّامة: الحبُّ والأمومة مسألتان مرتبطتان بحياتنا اليوميَّة وباختياراتنا.
الفيلسوفة: بل مرتبطتان بوجودنا. نحن جزءٌ من الطَّبيعة ووجودنا متعلِّقٌ بها. يمكننا إدراك ذلك بالنَّظر إلى الكون. فجميع الكائنات الحيَّة تسعى وتجتهد وتحارب ليستمرَّ نوعها. ما الَّذي يدفعها إلى ذلك؟ إنَّها الرَّغبة في الأبديَّة، الرَّغبة في البقاء والخلود. فالموجودات الفانية تنشد الخلود بكلِّ الوسائل، ولا يمكنها تحقيق ذلك إلَّا بالتَّناسل كما يقول أفلاطون في المائدة حيث يوجد فردٌ جديدٌ بدل القديم. يقول شوبنهاور إنَّنا إذا تأمَّلنا هذا العالم وما يجري فيه سنرى اندفاعًا إلى الوجود وتدافعًا من أجل البقاء. فجميع الكائنات تنساق في تيَّارٍ واحدٍ هو تيَّار الحياة، ويدفعها دافعٌ واحدٌ هو دافع الحياة. وهي جميعها تمثِّل إرادةً واحدةً هي إرادة الحياة. وهذا يفسِّر صراع الكائنات في الوجود. فهي في سعيٍ مستمرٍ للحفاظ على وجودها. وهذا الصِّراع ليس من أجل الفرد بل من أجل حفظ النَّوع.
الرَّسَّامة: وما الهدف من بقاء النَّوع؟
الفيلسوفة: لا أحد يستطيع الإجابة على هذا السُّؤال. نحن أبناء الطَّبيعة نحيا في قلبها ونتفاعل معها. والطَّبيعة لا تقدِّم لنا جوابًا على هذا السُّؤال كما يقول شوبنهاور. أمَّا ما بعد الطَّبيعة فلا شيء فيه سوى أوهامٍ وخيالاتٍ وادِّعاءاتٍ.
الرَّسَّامة: لماذا نتعلَّق بالحياة إذًا ونسعى إلى استمراريَّتها بالرَّغم من عبثيَّتها؟ لا نعرف لماذا أتينا إلى الحياة ولا إلى أين سنذهب بعد الموت.
الفيلسوفة: إنَّ هذا التَّعلُّق الشَّديد بالحياة ليس مصدره العقل والتَّفكير كما يقول شوبنهاور. إنَّما مصدره حركةٌ غير عاقلةٍ يسمِّيها الإرادة العمياء، هي الَّتي تدفعنا إلى الاستمرار في الحياة بالرَّغم من مرارتها وقسوتها واضطِّرابها. لكنَّ ذلك لا يعني أنَّ الحياة ليست جديرةً بالحبِّ بخلاف ما يقول شوبنهاور. صحيحٌ أنَّنا مدفوعون طبيعيًّا وفطريًّا إلى الاستمرار والبقاء ولذلك نتزوَّج وننجب، لكنَّ الدَّافع الأكبر هو الحبُّ. والأمومة هي الحبُّ في أبهى صُوَره وأجَلِّها، هي السَّبيل إلى الدَّوام والخلود. إنَّ رفض الأمومة فيه تخلِّ عن الحياة وخيانةٌ لطبيعتنا.
هبَّت ريحٌ خفيفةٌ حرَّكت الشَّجر والورد، فقالت الفيلسوفة للرَّسَّامة: انظُري إلى سنابل القمح في الحقل أمامك كيف تنبعث إلى الحياة بعد الموت. هكذا الإنسان يموت كالقمح ثمَّ يحيا في ولاداتٍ جديدةٍ... وكما قيل: لا تدوسي بقدميك سنابل َالقمح الذَّهبيَّة لتقطفي وردة شقائق النُّعمان.
مرَّت سنون كثيرة. وفي المكان عينه التقت الصَّديقتان. المشهد ذاته لكنَّ الرَّسَّامة تقف في منتصف الحقل. وأمَّا اللَّوحة فوحيدةٌ. نظرت الفيلسوفة إلى اللَّوحة فرأت فيها امرأةً عجوزًا تمسك بيدها دميةً.
الدّكتورة نادين عبّاس: مديرة "مركز لويس بوزيه لدراسة الحضارات القديمة والوسيطة" في معهد الآداب الشّرقيّة التّابع لكلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في جامعة القدّيس يوسف – بيروت.
تعليقات 0 تعليق